محمد زهير الباشا
أخي شربل..
تحيّة الشقيق للشقيق في عصر كثر فيه الإنشقاق والتزوير والنعيق، وبقيت وحدك تصارع أمواج الهمجيّة والتردّد.. وإن الرسائل بيننا ما انقطعت لحظة، لأنك وصفحات المجلّة في أعماق النبض الذي صدّقك منذ أن تلاقينا بديوانك الأوّل فالثّاني.. كثّر اللـه دواوينك الشعريّة وأبعد عنك دواوين السياسة وترهاتها، وقد أدركت يا أخي أن العمل في الصحافة يأكل الزمن، ويسلب الراحة، ويشد منك النظر إلى أسطره.. واهتمامك بأن المجلّة تنمو الى الجديد وإلى التجديد.. والأشهر تتوالى بخيوط الفجر، والأعداد تتوالى بنهاية كل شهر.. وأنت واقف لا تستطيع أن تتغافل أو تغفل عن مقدم شهر أو نصفه أو عشره..
وكذلك عملي في الأكاديميّة يعيدني إلى غرفتي المتواضعة التي جمعت كل الأيام الغابرة على بضعة رفوف.. ولا أعتب على الغربة التي لجأت إليها، فهي الملاذ الوحيد ولو كان على رصيفٍ، تجمعك بـمن احتمى ومن استهوى وعشق التحرّر من القيود المصطنعة!!
أخي شربل.. ثابر على المتابعة، المنهكة للقوى، وأنت فخور بهذه الأعداد التي تزيّن المقل حين تطلّ علينا مع البريد كل شهر.
لا تيأس.. واطرق أبواب المبدعين من كتّاب وشعراء وقصصيين ليكن لديك كل مفتاح للخير وللإبداع ولكلمة الحق، مهما صغرت، وليكن لديك باب للقصّة القصيرة ولشعراء العصور العربيّة وأزمانها، وباب للشعر المترجم من الأدب الفرنسي والإنكليزي والإيطالي و..
أريد، وأنا على ثقة من أنّك على هذا النتاج والتطوير، بأن تكون مجلّة ليلى كما أعهدها الآن أكثر انفتاحاً على الآداب العالميّة بزوايا شبه ثابتة أو مستقرّة، لنري العالـم وقرّاءه أن لك الفضل بهذه الترجمات وبهذه الإبداعات التي تنشرها، تأييداً أو تشجيعاً ومؤازرة.. وأعرف أن مهمتك ليست سهلة تنوء بحملها الجبال، وأنت كجبل ابن خفّاجة الأندلسي تسد بمناكبك مهب الريح شموخاً وعزّة وارتفاعاً عن هذه الترهات.
أحييك أطيب تحيّة.. وإلى ليلى الغالية أطيب سلام، وبصماتها الرائعة على كل صفحات المجلة تخبرنا أن الربيع يطل مع كل عدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق