هذا الموقع عربون وفاء للاديب محمد زهير الباشا الذي أهدى الأدب المهجري دراسة بعنوان: شربل بعيني ملاح يبحث عن الله

من بريطانيا مع اطيب التمنيات

بعد انقطاع قاتل دام أكثر من أربعة أشهر وصلتني رسالة مفرحة من أخي الحبيب محمد زهير الباشا، وفيها يخبرني أنه سيعود الى "ميريلاند" الأميركية، وكأنه يريد أن يشاطرني الأرض أيضاً، إذ أنني أعيش في "ميريلاندز" الأسترالية، فهل من صدفة أجمل من هذه الصدفة..  ومن الرسالة أقتطف:
".. فشعرك طاقة فنيّة ملهمة لا تلين أمام جبروت التسلّط، لأنك عشت وتعيش على درب الصفاء الثوري. فسيفك الشعري يخيف المتآمرين والمتخاذلين، وبريشة قصائدك تفضح المتحكمين برقاب الشعب، فكلابهم تدرّبت في مزاريب الكذب، فلا تهدأ ألسنتها، ومع مقذوفات الدجل استمروا يتحكّمون بالرقاب، وبثروات جعلت الحاضر احتضاراً وجوعاً وتخلفاً وجهلاً، وأعداؤنا منتصرون بثرواتنا وذهبنا، ونحن متسلحون بصحوة الارهاب، واستجدينا عداء العالم واحتقاره وحصاره. 
لماذا تهبط علينا النوازل والكوارث.. والشّابي شخّص أمراضنا:
والشقي الشقي في الأرض شعب
يومه ميت وماضيه حي
يا شاعر الأحرار
يا شاعر الثوار
في تنقلاتي في شمال انكلترا أتدفّأ بعبير كلمتك الرائعة: رافقتك السلامة.
...
أحييك أخي شربل
وسأعود في الأول من تشرين الأول الى واشنطن لأكون مع ابنتي لينة في "ميريلاند". وأنا مع وفاء أتم الستة شهور، وكانت نعم البنت وفاءً ومحبة وحرصاً، وهي تهديك ألف تحية وسلام.
واسلم لمن يحبّك دوماً
محمد زهير الباشا
**
بعد أن قرأتم عباراته الشامخة في هذه الرسالة التي حذفت منها أسطراً قليلة قد تسبب الاحراج لأعز إنسان على قلبي، ألا تقولون قولي: إن محمد زهير الباشا يتنقّل داخل قلبي السيّار، فأنّى سكن في سوريا أو أنكلترا أو أميركا لن أتركه يفارق قلبي، إنه قمقمه الربيعي الدائم.. فعلى الرحب والسعة.
شربل بعيني
سيدني ـ أستراليا